لماذا صارت حلب ورطة للعجم والعرب؟! (3)

عبد العزيز مصطفى كامل

معركة حلب ورطة لكل العرب، فشرهم بها قد اقترب، إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

ثالثًا: (على المستوى العربي والإقليمي).
- معركة حلب ورطة لكل العرب، فشرهم بها قد اقترب، إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، وهي ورطة لهم، لأن السنة التي ينتسبون إليها قد خانها أكثرهم  إلا من رحم الله  ففقدوا بذلك مؤهلات العز وعوامل النصر، إلا إذا عادوا لمعاداة أعداء الله وموالاة أوليائه.
- ومعركة حلب ستكون ورطةً لكل العروش المحيطة بلا استثناء، إذا كُسرت شوكة المجاهدين في الشام  لاقدر الله  حيث ستجتاح إيران المنطقة وتستبيح المحرمات بل المقدسات، وسيكون ذلك والعلم عند الله  أشبه بانهيار سد مأرب، الذي أكلت جدرانه الجرذان، فكان هدمه تشريدًا لأجداد العرب في كل مكان.
- وهي ورطة لأن اعتصام بعض العرب بحبال الأمريكان الخداعية، واعتصام بعضهم الآخر بحبال الروس الزئبقية، أربك صناعة القرار الموحد عندهم، وشقهم إلى شقين كعادتهم وقت الأزمات شقٌ مع حلف العماية الأمريكي الغربي، وشقٌ مع حلف الغواية الروسي الإيراني، ومحال أن تكون عاقبة إتخاذ بطانة من دوننا إلا خبالًا ووبالًا.
- وتركيا ليست بمنأى عن الورطات بسبب حلب، فقد تنفتح عليها أبواب جحيم الأكراد، الذين تحميهم أمريكا من جهة، وتغازلهم إيران من جهةٍ أخرى، وتريد كل جهة أن تستغل علمانييهم لضرب خصومها.
- وحتى دولة اليهود ستدخل في معمعة صراعٍ جديدٍ لاعهد لها به عند انتصار المجاهدين واقترابهم من حدودها،وهو اقتراب سينسيها وساوس شياطين واشنطن التي تغريها بقرب إعلان القدس عاصمةً موحدةً لدولة إسرائيل الكبرى، وتمنيها بموعد إعادة بناء هيكلها الثالث فوق هضبة المسجد الثالث.
- ومن ورطات الأنظمة العربية تسارعها في فقدان ماتبقى من ثقة شعوبها بها، وهي ترى كل نظام فيها لاينظر أبعد من أنفه، في تجاهل تام لإرادات تلك الشعوب ومشاعرها في نازلة حلب الكبرى،
- فوزارات دفاعها مهمومةٌ بصد المناصرين على الحدود..!
- ووزارات إعلامها منهمكةٌ في قلب الحقائق على الصفحات والشبكات والشاشات..!
- ووزارات داخليتها مشغولةٌ بمنع الاحتجاجات والمؤتمرات وتنظيم التظاهرات أو جمع التبرعات...!
- ووزارات أوقافها وأكثر إدارات فتاواها تتعبد بمنع قنوت النوازل في الصلوات المكتوبات...!
- أما وزارات خارجبتها فقد بلغ الهوان بها ذروته لما لم تستدع أي دولةٍ عربية السفير الروسي أو الإيراني لديها لتقدم ولو موقف احتحاج صوري، أو تنديد شكلي.!! في وقت فتحت فيه إيران الحدود وكسرت كل القيود أمام أي شيعي يريد الثأر والانتقام من كل سني، حتى سمعنا بجيش فلسطيني شيعي (!!) نزل لقتال أهل السنة في حلب واسموه (لواء القدس)!
- لكن هذه الورطات التي قد تكون من مكر الله بمن يمكر بالمسلمين، لعل الله أن يستثني منها عباده الصادقين، فالخذلان لن يضر - بحول الله - قومًا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، وانتصار أهل السنة في حلب وغيرها - ولو بعد حين - سيجلب مقدمات إرهاصات تجمع الطائفة المنصورة في ربوع الشام، كما صح بذلك الحديث الذي رواه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» متفق عليه (صحيح البخاري: 3442، صحيح مسلم: 3549).
وأما شرحه؛ فجاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: قال التوربشتي:" الأمة القائمة بأمر الله وإن اختلف فيها، فإن المعتد به من الأقاويل أنها الفئة المرابطة بثغور الشام، نضر الله بهم وجه الإسلام، لما في بعض طرق هذا الحديث: وهم بالشام، وفي بعضها: حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال، وفي بعضها: قيل: يا رسول الله وأنى هم؟ قال: ببيت المقدس. فإن قيل: ما وجه هذا الحديث وما في معناه من الأحاديث التي وردت في الشام، وقد عاثت الذئاب في القطيع، وعبرت الجنود العاتية الفرات، وأباحت على ما ورائه من البلاد كسروج ومنبج وحلب وما حواليها، قلت: إنما أراد بقوله: لا يضرهم، كل الضرر، وقد أضر الكفار يوم أحد بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولما كانت العاقبة للتقوى لم يعد ذلك ضرر عليهم " .
فاللهم نصرك الذي أعززت به جندك، ونصرت عبدك..وهزمت به الأحزاب وحدك.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام