ماذا تفعل من مكنت زوجها من الاستمتاع بها قبل البناء

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

انا فتاة متدينه تم عقد قرآني على شاب بعد ما سألنا عنه بعد العقد اصبح يأتي إلي و نتبادل القبلات كثيرا و الاحضان انا لم اكن مرتاحة ولكن الجميع يقول لي انه اصبح زوجي بعد فترة اكتشفت انه كاذب و ليس كفوء للزواج ونفرت منه نفورا شديدا و فسخت العقد بعد قرار مني و بعد أن استشرت اهل العلم في تصرفات خطيبي وايدوني انه ليس كفوء وفسخت بعد شهران انا الوم نفسي جدا وأشعر اني ارتكبت ذنب عظيم حيث كان يلزم منعه من الاقتراب مني وان الله سيعاقبني كيف أكفر عما سبق وهل سيرزقني الله بزوج صالح اذا لزمت الدعاء

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمن المقرر في الشريعة الإسلامية أن الزواج الشرعي الصحيح يبيح لكلا الزوجين الاستمتاع ببعضيهما، أنه بمجرد العقد تصبح المرأة حلالاً للزوج، ولا تتوقف الحقوق الشرعية بين الزوجين على إعلان الزفاف إلى بيت الزوجية، ولكن يجوز للمرأة ألا تمكن الزوج منها حتى ينفق عليها؛ لأن النفقة في مقابلة الاستمتاع، فإن منعته نفسها حتى تزف إلى بيته - كما هو متعارف عليه - فلا نفقة لها.

وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: "حق العاقدهل تجب نفقة الزوجة على العاقد".

أما الزَّوج فهو رِزقٌ، يسوقُه الله – تعالى - إلى المرأة، له أجلٌ لا يتقدَّم ولا يتأخَّر؛ كما في الحديث الذي رواه مسلم : ((كلُّ شيءٍ بقَدَرٍ، حتى العَجْز والكَيْس)).

 والطريقُ لتيْسير الزواج وتعجيلِه - يَكونُ بصدق اللجوء إلى الله – تعالى - بالدُّعاء والضراعة مع تحري أوقات الإجابة، ولزوم الطاعة لله - عزَّ وجلَّ - وتجنُّب المعاصي، والحرص على تحقيق التَّوبة النَّصوح؛ فما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولا رُفِعَ إلا بتوبة، مع الإكثار من الاسْتِغفار؛ قال – تعالى -: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10]، وقال: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: 3].

مع الاعتِصَامُ بِالله – تعالى - والإكثار من ذِكْرِه وشُكْرِه، والتقرُّب إليه بِطاعَتِه ومَرْضاته، قال الله – تعالى -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]،،، والله أعلم.